الذهب يرتفع بنحو 10% في عام 2023 حتى الآن فهل سيستمر في التألق على المدى المتوسط؟
لقد كان الذهب أحد أفضل فئات الأصول في عام 2023 حتى الآن، وبغض النظر عن جني الأرباح المتقطع فقد يستمر المعدن الأصفر في التمتع بتأييد المستثمرين هذا العام بسبب عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي العالمي.
إحدى فئات الأصول التي حققت عوائد استثنائية في الأشهر الأخيرة (بزيادة 10% في عام 2023 ونحو 23% منأدنى مستوى لها في أواخر عام 2022) هي الذهب، في الماضي القريب أدى الضغط المالي المتضخم وعدم اليقين الكلي إلى تعزيز طلب الملاذ الآمن على الذهب.
وقد أضافت عوامل الاقتصاد الكلي مثل التضخم وتعثر النمو وتقلبات أسعار العملات لمعانًا إلى شراء الذهب، خلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي يتحول سوق الأسهم إلى درجة عالية من التقلب مما يضعف آفاق العوائد، في هذه السيناريوهات يتجه المستثمرون إلى الذهب كأصل آمن، علاوة على ذلك، يعتبر الذهب وسيلة للتحوط ضد التضخم، لهذا يشتري الناس الذهب في أوقات التضخم المرتفع من أجل سلامة استثماراتهم مما يعزز أسعار الذهب.
عامل آخر يؤثر على سعر الذهب عالميا هو مسار سعر الفائدة، عندما يتم تخفيض أسعار الفائدة يتراجع الدولار مقابل نظرائه العالميين وتنخفض عوائد السندات مما يؤدي إلى عوائد منخفضة على الودائع، في هذه الحالة، يميل الناس إلى التوجه نحو الذهب مما يزيد الطلب على المعدن الأصفر وأسعاره.
هل سيستمر المعدن الأصفر في التألق؟
قد تكون العديد من العوامل بما في ذلك خفض أسعار الفائدة وتراجع مؤشر الدولار وعدم اليقين الكلي في صالح أسعار الذهب على المدى المتوسط، تبدو توقعات الذهب على المدى القريب والمتوسط مشرقة في ظل استمرار عوامل الاقتصاد الكلي.
يعتقد أحد محللي السوق أن الذهب لا يزال يبدو مربحًا خاصة وأن مستويات التضخم العالمية لا تزال مرتفعة للغاية، كما أن دورة التشديد النقدي لم تتراجع حتي الآن، وعلى خلفية الاداء الضعيف وغير المؤكد للأصول الخطرة، فقد يقدم ذلك دعمًا للذهب وعائد بنحو 10% – 15% خلال عام 2024.
يقوم السوق حاليًا بتسعير العديد من التخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من هذا العام، مما قد يكون مفيدًا للمعدن الأصفر، بالإضافة إلى ذلك، لا يزال سعر الذهب مدعومًا بالطلب على الملاذ الآمن وسط القلق المستمر بشأن عدم اليقين الاقتصادي، أشارت سلسلة من البيانات الأمريكية الكلية مؤخرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي بدأ يفقد زخمه وربما يواجه ركودًا في النصف الثاني من عام 2023، لهذا فإن الكثيرين من المحللين متفائلين بشكل معتدل لسعر الذهب على المدى القصير إلى المتوسط، حيث لا تزال العديد من العوامل الكلية داعمة للمعدن الأصفر.
يظل سعر الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا بين المستثمرين في السيناريو الحالي، ويجب على المستثمرين زيادة وزنهم في الذهب لمدة عام واحد، ويفضل الشراء في النطاق من 1980 دولار إلى 2000 دولار للأونصة.
نظرًا لارتفاع أسعار الذهب بشكل حاد فإن بعض عمليات جني الأرباح في المعدن الأصفر ستكون منطقية، تاريخيًا ارتفعت أسعار الذهب في المتوسط بنسبة 2% في الأشهر الستة التي سبقت أول تخفيض لسعر الفائدة الأمريكية خلال الدورات الأربع الماضية، علاوة على ذلك، ارتفع الذهب في المتوسط بنسبة 13% أخرى في الأشهر الستة التي أعقبت التخفيض الأولي لسعر الفائدة.
كما حقق الذهب أيضًا مكاسب في المتوسط بنحو 8 % في الأشهر الستة التي سبقت بدء الركود في الولايات المتحدة قبل أن يكسب 13%- 14% أخرى في المتوسط في الأشهر الستة التي أعقبت بدء الركود.
