ما هو تلسكوب جيمس ويب وحقيقة الصورة الخرافية التي التقطها للكون
بعد حوالي 6 شهور من إطلاق تلسكوب جيمس ويب في الفضاء، أطلقت الصورة الأولى الملونة له بشكل دقيق للغاية، وقد أدبى باحثين الفضاء حماسهم لتلك الصورة لأنها قامت بعرض عدة لقطات لعنقُود نجمي بعيد عن الأرض بمسافة قدرت بـ 4.6 مليار سنة ضوئية، وذلك معناه أنها صورة تعرض مجموعة نجمية قبل أن تكون الأرض من الأصل وهذا سبب إعجاز تلك الصورة، لهذا سوف نوضح اليوم أهم المعلومات عن هذا التليسكوب.
تلسكوب جيمس ويب
وضع تلسكوب جيمس ويب في الفضاء في مدار يبعد عن الأرض حوالي مليون ونصف كيلومتر، أي ما يقرب من 4 ضعف المسافة التي بين القمر والأرض، وعلى عكس التلسكوب السابق هابل لا يقوم مِنْظار جيمس ويب بالدوران حول الأرض، ولكنه يدور حول الشمس.
تم بناء التلسكوب وتجهيزه في حوالي 25 سنة حتى يسافر إلى وجهته وهي نقطة لاجرانج الثانية، وهي من النِّقَاط المميزة فيما يخص ميكانيكا الأجرام السماوية لأن فيها ينعدم التأثير الخاص بجاذبية إثنين من الأجرام السماوية الكبيرة على جسم آخر ثالث يكون عادًة حجمه أصغر وبهذا تكون يتبع في حركته حركة الجسمين الأكبر.
مهمة تلسكوب جيمس ويب
- يقوم تلسكوب جيمس ويب باستكشاف أول أيام للكون قبل ما يقرب من 13.8 مليار سنة وبعد عدة مئات ملايين السنوات من الانفجار العظيم.
- علماء الفلك يتوقعون الحصول على مجموعة من الاستنتاجات عن تكوين المجرات والنجوم الأولى، إلى جانب قيام التلسكوب بعملية مسح للفْضاء من أجل إيجاد حياة على الكواكب البعيدة، أي التي توجد خارج النظام الشمسي ومكونات تلك الكواكب الجيولوجية.
نجاح مهمة التلسكوب
- بعد أن تمكن التلسكوب من التقاط الصورة الأولى هتفت وكالات الفضاء حول العالم بنجاح مهمة هذا التلسكوب الذي كلف بنائه 10 مليار دولار أمريكي و25 سنة من الجهد.
- تم تصميم هذا التلسكوب من أجل رصد الأجرام السماوية التي ضوئها أقل من التي كان يقوم برصدها تلسكوب هابل بحوالي 100 مرة.
- من أكثر الأمور التي أدهشت علماء الفلك بخصوص الصورة الملتقطة أنها لا تعتبر أقصى ما يمكن تقديمه من التلسكوب وكانت حالتها جيدة، وهذا جعلهم يتأكدون أن قدرات هذا التلسكوب استثنائية وبهذا قدرات مطورو التلسكوب استثنائية أيضًا.
- تعد أي صورة جرم سماوي يحصل عليها جيمس ويب جزء من حقل عميق للغاية من الكون ( صورة بقعة من الكون يتم استخدامها لرصد أجسام ألوانها باهتة).
- يعد المجال الخاص بالحقول العميقة من التخصصات الجديدة إلى حدٍ ما، لأنه قبل أن يطلق هابل في التسعينات، كان علم الفلك يعتمد على اختيار مجرة أو نجم أو جرم سماوي ثم يصوب التلسكوب إليه.

أول صورة لتلسكوب جيمس ويب
أول صورة تم الإعلان عنها يوم الإثنين السابق التي أظهرت عدد كبير من مجموعة مجرات وكأنها عدسة مكبرة لأجسام توجد خلفها، ويطلق على تلك العدسة عدسة الجاذبية، وقد نتج عن ذلك منظر لمجال عميق يشتمل على مجموعة من المجرات القديمة الخافتة بصورة مذهلة، بعضًا من تلك المجرات البعيدة لم يراها العالم من قبل.
الصورة التي قام التلسكوب بالتقاطها قريبًا من الأشعة التحت حمراء، تتكون من صور التقطت بمجموعة أطوال موجية متنوعة من الضوء طوال 12.5 ساعة جماعية، ومن الجدير بالذكر أن تلك الصورة وعلى الرغم أنها الأولى، ولكن سوف يكون هناك صور عديدة أخرى خلال العقود المقبلة، والتي سوف تكون من التغييرات الجذرية في طريقة فهم هذا الكون الضخم.