صلاة القصر للمسافر
صلاة القصر أو صلاة المسافر هي الصلاة التي يتم تأديتها بالسفر، والتي لها أحكام مخففة ومسهلة للمسلم الذي يكون على سفر نظرًا للمشقة التي يعاني منها الشخص خلال السفر، ولها أحكام وضوابط محددة.
صلاة القصر للمسافر
القصر بالصلاة يكون صلاتين في الصلوات الرباعية وهي الظهر، والعصر، والعشاء، كما يُسرّ بالصلاة السرية ويجهر بالصلاة الهجرية، بينما صلاتي الفجر والمغرب لا يدخلهما القصر، وذلك حسب ما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا” [رواه البخاري]
حكم قصر الصلاة للمسافر
يُسنُّ قصر الصلاة في السفر حسب المذهب الشافعي، والمالكي، والحنبلي، وأكثر العلماء من السلف والخلف، وذلك لقوله تعالى: “فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا” [النساء: 101]
وفي الحديث النبوي الشريف الذي ورد عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: “سألتُ عُمرَ بن الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه قلت: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا، وقد أمَّن اللهُ الناسَ؟ فقال لي عُمرُ رَضِيَ اللهُ عنه: عجبتُ ممَّا عجبتَ منه، فسألتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ذلك فقال: (صَدقَةٌ تَصدَّق اللهُ بها عليكم، فاقْبَلوا صَدقتَه)” [رواه مسلم]
علمًا أن آراء العلماء تعددت في حكم قصر الصلاة للمسافر؛ حيث الشافعية والحنابلة قالوا أن قصر الصلاة جائز للمسافر، ويمكنه إتمام الصلاة إذا رغب بذلك، بينما الحنفية قالوا بأن قصر الصلاة واجبةً على المسافر، ولا يجوز أن يؤدي الصلاة تامة، في حين المالكية ذهبوا للقول أن قصر الصلاة سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه والسلام-.
شروط قصر الصلاة للمسافر
حتى يكون قصر الصلاة جائزًا للمسافر يجب أن يقابل الشروط التالية:
- النية للسفر: وهي نية السفر، وحسب المذهب الحنفي يجب أن تكون النية من شخصًا بالغًا.
- الطاعة: يشترط المذهب المالكي، والشافعي، والحنابلة أن يكون السفر فيه طاعة لله، ولا يجب أن يكون به معصية؛ حيث أن سفر المعصية لا يجوز به قصر الصلاة.
- المسافة: يجب أن تكون مسافة السفر لمدة يومين أو 16 فرسخًا حسب جمهور العلماء، بينما المذهب الحنفي يرى أنه يجب أن يكون السفر لمدة 3 أيام مع لياليها حتى يجوز للمسافر القصر بالصلاة.
- نية القصر: عند المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي يجب عند تكبيرة الإحرام لكل صلاة أن يجدد المسلم نيته لقصر الصلاة، بينما المذهب المالكي يجد أنه يجب قول النية عند أول صلاة يصليها الشخص فحسب.
- الخروج من العمران: يبدأ قصر الصلاة بعد أن يخرج الشخص من مكان إقامته وتجاوز البناء والعمارات.